كلام الناس | كام فكرة
هل يجب أن أتجاهل كلام الناس؟ ولا أفكر فيه؟
هناك أغنية للفنان المشهور (جورج وسوف) يقول فيها: ” كلام الناس لا بيقدِّم ولا يأخر“، فهل فعلًا كلام الناس لا يقدِّم ولا يؤخر؟
في أوقات كثيرة بينما نعيش بين الناس، يُبدون آرائهم فينا وفيما نفعله! فهل نهتم بكلام الناس؟ أم نتجاهل كلام الناس؟
أغلب الأحيان عندما أسمع شيئًا من الناس فإن هذا يشكِّل فيَّ، لكن في نفس الوقت لابد أن أفكر أيضًا فيما قالوه. ليس من الصواب أن آخذ الكلام وأستسيغه مرة واحدة، لابد أن أهضمه، أو أفكر فيه. حتى إذا قال الناس رأيهم فلابد أن أكون موضوعيًا وأفكر في الكلام بغض النظر عن طريقة قوله. هل من الممكن أن يكون هذا الكلام صحيحًا؟ أم من الوارد أن يكون خطأً؟
طريقة التعامل مع كلام الناس السلبي والمؤذي
لو لم أستطع بنفسي الوصول إلى قناعة معينة في هذا الأمر، من الممكن أن أجلس مع أحد الأشخاص القادرين على التقييم بشكل متميز والذين أثق في رأيهم. أسأله عن رأيه، هل ترى فيَّ هذا الأمر؟ وهل هناك دلائل أن هذا الأمر فيَّ؟ أو ما هو الأمر الذي يجعلني أعرف أن هذا الكلام خطأ لكيلا أعيد التفكير فيه مرة أخرى؟ ثم أصل إلى ثوابت أعيش بها لفترة معينة.
هذه هي الطريقة الأمثل للتعامل مع كلام الناس. لا أن أرفضه تمامًا، ولا أن أصدقه بنسبة 100% بدون مراجعة إذا ما كان سليمًا أم خطأً.
في أحد الأفلام ارتدت الممثلة الأمريكية جينيفر لوبيز ثيابًا واقية من الرصاص، ما علاقة هذا بما نتحدث عنه؟!
قامت جينيفر لوبيز بأداء دور ضابطة شرطة وارتدت في هذا الفيلم تلك الثياب الواقية من الرصاص. وبعدما تم إطلاق الرصاص عليها وظننا أنها ماتت، وجدناها في المشهد التالي جالسة في بيتها. ثم قامت بخلع تلك السترة الواقية من الرصاص ووجدت كدمة في مكان الرصاصة. ما هذا؟! ألم تكن ترتدي تلك السترة؟! ثم قلت في داخلي أنه ربما كان اندفاع الرصاصة القوي سبَّب ارتطامًا بالسترة وهذا لا يعني ألا تتسبب في كدمة.
ما الذي أريد قوله من هذا الكلام؟
كيف تقيم أداءك بالتناسب مع كلام الناس؟
كلام الناس يصنع فارقًا معي. ولكن في أوقاتٍ أخرى من الممكن أن يخترقني ويحطمني، بل ومن الممكن أن يؤثر فيَّ فقط بالتأثير اللازم لا أكثر ولا أقل.
إليكم بعض الأمثلة:
إذا قال لي أحدهم ذات يوم أنت مسرفة. كل ما عليَّ فعله أن أقيس هذا الكلام بقدر الإمكان. لو هناك طريقة موضوعية لقياس هذا الكلام فسأستعملها. فمثلًا بخصوص أني مسرفة، سأكتب كل ما صرفته لمدة شهر بالتفاصيل الكاملة. ثم أجلس مع شخص ما معروف عنه حكمته الشديدة في صرف الأموال، ثم أطلب منه أن يحلل معي ما كتبته من بنود للصرف. في النهاية، سنصل إلى: هل أنا فعلًا مسرفة أم غير مسرفة؟ بعدما أتأكد – بسبب أني قمت بقياس هذا الكلام – من الممكن أن أصل لثوابت. لا أحتاج في كل مرة أن أبدأ من جديد وأسأل نفسي نفس السؤال، بل في كل مرة أراجع هذه القناعة، لأن الإنسان يتغير مع الوقت.
أعلم أنكم ستقولون لي أن ليس كل شيء قابل للقياس مثل موضوع الإسراف. مثال آخر: لدي صوت داخلي يقول لي أنتِ مقصرة مع والدتك. أول ما ينبغي أن أفعله هو أن أسأل نفسي هذا السؤال .. ما هو دوري الحقيقي تجاه والدتي؟ بعد ذلك استمر فترة في كتابة الأشياء التي أقوم بها لوالدتي لمدة شهر مثلًا. ثم أقيِّم الأشياء التي قمت بها، وكيف قضيت وقتي! وكم من الوقت أعطيته لنفسي! كذلك كم من الوقت قضيته مع عائلتي! ثم أقيس إذا ما كنت فعلًا قصَّرت في هذا الدور أم لا؟
ماذا تفعل في حال تعرضت لكلام جارح؟!
لا تدع كلام الناس أو تقييم الناس أن يخترقك بشكل مباشر، ولا يصلح أن ترفضه تمامًا. بل قِسه بطريقة موضوعية والبس سترة تحميك من أن تخترقك كل كلمة تقال ثم تؤثر عليك بطريقة سلبية جدًا.
نقلًا عن:
هل فعلاً كلام الناس لا بيقدم ولا يأخر؟ – هل تتأثر من كلام الناس بسرعة؟
يمكنك الاستفادة من سلسلة كام فكرة عن طريق المقالات التالية:
طريقة الصلاة الصحيحة – الحرية وخير البشرية – التزامات قصيرة وأهداف ذكية – تغيير شريك الحياة – العنف السلبي – خدمة غير مكلفة – الدوافع الأنانية – الحب والاختلاف – هل الله يهتم بأموري المادية؟ – محبة الله
شاهد سلسلة كام فكرة – ليلى فرج
اترك تعليقاً