بناء العلاقات وهدمها

بناء العلاقات الناجحة

كما يحتاج البناء الجيد إلى أعمدة يستند عليها؛ كذلك العلاقات بين الأشخاص تحتاج بعض الأعمدة. فهيا بنا نتعلم عن أعمدة العلاقات الناجحة:

1- التواصل:

هو توصيل رسالتي للطرف الآخر بشكل واضح ومحدد، والتأكد أنها وصلت كما قصدتها بالضبط. في نفس الوقت، الاهتمام بفهم وقراءة رسالة الطرف الآخر كما هي دون تخمين وقراءة ما بين الأسطر، لكن بشكل مباشر.

2- القبول غير المشروط:

هو وجود مساحة في العلاقة لقبول الطرف الآخر وفهم الطبيعة البشرية له، وكذلك احتمال نقاط ضعفه قبل نقاط قوته.

3- الذكاء الوجداني:

أي قدرتي على التعرّف على مشاعري وفهمها وتنظيمها والتعبير عنها، وبالمثل قدرتي على فهم مشاعر الطرف الآخر واحترامها. هذا العمود ضروري جدًا في العلاقات الصحية والسوية.

4- المواجدة:

وهي قدرة الإنسان أن يضع نفسه مكان الآخر، محاولة الشعور بما يشعر به الآخر الآن وتفهم احتياجاته التي هي سبب مشاعره، رؤية العالم من وجهة نظر الآخر وليس من وجهة نظري أنا.
هذه الأعمدة الأربعة هي التي تستند عليها العلاقات الصحية.

بناء وهدم العلاقات

أكبر عائق للعلاقات الصحية:

ذات مرة جاء رجل إلى يسوع وسأله قائلًا: «يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»، فَأَجَابَ (يسوع) وَقَالَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». قَاَلَ (الرجل) لِيَسُوعَ: «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟». نجد هنا أن الرجل لا يريد أن يعرف بالحقيقة من هو قريبه، لكنه يريد الهروب.

أحيانًا نفعل بالمثل ونسأل أسئلة مثل: قريبي إلى أي حد؟ ونريد تقسيم الناس لفرقتين هما: أقرباؤنا وغير أقربائنا. بعبارة أخرى، أشخاص جيدون وأشخاص غير جيدين. يظهر هذا بوضوح عند حدوث حادثة ما ووفاة بعض الأشخاص. نجد البعض يسأل عن ديانة الأشخاص المتوفين، وذلك بسبب تحيزنا تجاه فريق ضد الفريق الآخر.

لذلك عندما أجاب يسوع على الرجل؛ محا كل هذه المفاهيم الخاطئة، وشرح له من خلال قصة السامري الصالح؛ أن هؤلاء مَن كنت تعتقد أنهم شبهك وتفترض بهم حسن التصرف في المواقف المختلفة وفعل الخير للآخرين ربما لا يفعلون ذلك. والعكس صحيح، فالشخص الذي كنت تحكم عليه أنه من الأعداء ويتبنى فكر وعقيدة مختلفة عنك وأنه من الأشخاص غير الجيدين ربما يكون هو الشخص الوحيد الصالح في القصة.


ماذا نتعلم من هذه القصة؟

أحكامنا المسبقة ناحية أشخاص بعينها يمكن أن تكون هي العائق ضد تطور العلاقة، فنرفض بعض العلاقات وبعض الأشخاص مسبقًا وبشكل مطلق، كذلك نضع أسوارًا في طريق هذه العلاقات بسبب تلك الأحكام المسبقة.

من الأمور الأساسية في بناء علاقات صحية هو مراجعة نفسي في مفاهيمي وأحكامي على الآخرين ووضع البعض في خانة الخير والبعض في خانة الشر.
الحقيقة هي أن كل إنسان هو قريبك، والأحكام المسبقة تفسد العلاقات قبل أن تبدأ.

 

نقلًا عن:

أعمدة هامة في العلاقاتأكبر عائق للعلاقات الصحية

 

كما يمكنك الاطلاع على:

أساس العلاقات الناجحة وأنواع الشخصيات

الغيرة في العلاقات

 الاحتياجات النفسية | ج1 – الصحة النفسية و7 خطوات عملية – مسئوليتنا ناحية بعض

تغيير شريك الحياة – العنف السلبي – الحب والاختلاف

د. بيتر نبيل
استشاري الطب النفسي و علاج الادمان - نائب مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ

اشترك معنا