الغيرة في العلاقات

قبل أن نتناول موضوع الغيرة في العلاقات علينا أن نتفق على أن أي علاقة تحتاج إلى ثقة واحترام متبادل، من الطبيعي أننا نشعر بالغيرة تجاه من نحبهم ونخاف أن نفقدهم. لكن هنا تظهر المشكلة؛ عندما تبدأ الغيرة في الزيادة عن الحد الطبيعي قد تتحول إلى قلق ثم خوف ورعب من فقدان الأصدقاء أو خيانة شريك الحياة. فبدلًا من الغيرة الطبيعية يتحول الأمر إلى سجن، فتبدأ بالتحكم في الآخر بسبب الغيرة.

الغيرة في العلاقات

كما ذكرنا أن الغيرة ربما تحدث بين الأصدقاء أو بين الزوجين. عندما يبدأ أحدهم بالتحكم في الآخر، فهناك علامة خطر موجودة، وهنا لا بد من التوقف. اسأل نفسك؛ هل هناك شيء ما يشعرك بعدم الكفاية؟ هل هناك أمر يشعرك بأنك لا تستحق الحب؟ هل من السهل أن أُترك بمفردي؟ هذه هي الأسئلة التي يجب أن تجاوب عنها وليس إذا كان الطرف الآخر موضع الشك!

هذا الخطر سوف يقودك لأمر من اثنين؛ إما إنهاء العلاقة أو تحطيم الطرف الآخر بسبب محاولتك في السيطرة عليه.

 

الغيرة الصحية

ماذا يجب أن أفعل عندما أكتشف أن لديَّ غيرة؟ كيف أجعلها غيرة صحية؟

ربما يكون السبب وراء تلك الغيرة هو رؤية الطرف الآخر ناجحًا، بينما أظل أنا في مكاني لا أستطيع التقدم للأمام. من الجيد أنك تعرف السبب، اجعله دافعًا لك لكي تطور من نفسك، عندها سوف تنمو وتقل الغيرة تدريجيًا وتزداد ثقتك في نفسك وفي الطرف الآخر.

الغيرة الصحية هي التي نستطيع أن نشعر بها وندركها ونعرف أسبابها، كما أننا نتكلم عنها بانفتاح مع الطرف الآخر. فربما تتحدث مع صديقك وتقول له أنك تغير منه لأنه فعل أمرًا ما، بينما أنت لا تزال غير قادر على فعل الأمر نفسه. بالتالي عندما تتحدث عن هذه الغيرة سوف تصل إلى حل لها.

 

تكون الغيرة في العلاقات صحية عندما أستطيع أن أتحمل مسؤولية مشاعري ولا أحاول السيطرة على الطرف الآخر، بل أتعامل مع مشاعري التي هي مسؤوليتي.

لذلك إذا كنت تشعر بالغيرة تجاه شخص ما، عليك أن تشاركه مشاعرك وتبحث عن الأسباب وراءها. وإذا كانت الغيرة أكثر من المعتاد فأنت تحتاج إلى مساعدة متخصصة من مختص لكي تتعامل معها.

الغيرة في العلاقات

متى تكون العلاقة بين طرفين صحية؟

هناك علامات لذلك وهي:

1- الاستماع لبعضنا البعض بشكل جيد، ولا توجد سيطرة وتحكُّم من أحد الطرفين.

2- مساعدة بعضنا البعض في حل المشكلات، وهذا لا يتطلب بالضرورة إيجاد حلول عملية، ربما تواجدنا معًا يكون هو المساعدة الحقيقية.

3- التواصل معًا بانفتاح وبدون أحكام، فلا مكان للقلق من الطرف الآخر، يمكننا التعبير عما بداخلنا بأريحية تامة.

4- الاحترام والثقة المتبادلة، الحب لا يلغي الاحترام ولا يلغي الثقة، بل بالعكس فالحب يزيد الاحترام والثقة.

5- المشاركة في اتخاذ القرارات، بغض النظر عمن لديه قدرة أكبر على الفهم، سواء في إطار العائلة أو الصداقات.

6- تعزيز الثقة بالنفس، لا توجد علاقة صحية يشعر فيها أحد الطرفين بالدونية وعدم الكفاية والشك أو الكره أحيانًا. هذه ليست علاقة حب!

7- تعزيز نمونا الشخصي في كل نواحي الحياة، في العلاقات الأخرى وفي أشغالنا ودراستنا. العلاقة الصحية لا تدفعني لترك الآخرين أو التخلي عن اهتماماتي.

8- قضاء أوقات سعيدة معًا، وليس أوقات حزينة ومؤلمة فقط.

9- الاهتمام بتفاصيل الطرف الآخر، مثل تواريخ مهمة في حياته وتذكّر بعض الأشياء التي يحبها.

10- الهدف من العلاقة هو تحقيق فائدة لكلا الطرفين، وتدفعني في اتجاه مبادئي، ولخيري.

العلاقة الصحية نتائجها أيضًا صحية.

ليس من الضروري أن تتحقق العشر نقاط السابقة في كل علاقة صحية طوال الوقت، لكن لا بد من وجود معظمهم على الأقل، علينا أن نهتم بالاستثمار في علاقاتنا.

 

نقلًا عن:

هل الغيرة دليل الحب؟الغيرة الصحيةخمس علامات للعلاقة الصحيةالعلاقة الصحية نتائجها صحية

 

كما يمكنك أيضًا الاطلاع على:

بناء العلاقات وهدمها

أساس العلاقات الناجحة وأنواع الشخصيات

د. بيتر نبيل
استشاري الطب النفسي و علاج الادمان - نائب مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ

اشترك معنا