الحرية وخير البشرية | كام فكرة
هل أنا حر؟
بينما نتحدث عن الحرية، نجد أنه في هذه الأيام هناك موضوع يثير الجدل بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي التلفاز وفي أماكن أخرى كثيرة؛ هو موضوع أغاني المهرجانات. فهناك من يقول: أنا حر، فأنا أختار أن أستمع إلى ما أريد، وهناك من يقول: أن هناك أمورًا لا تليق. فهل أنا حر؟ أم أن هذه الأمور لا تليق؟
الحرية والمجتمع
فعلى سبيل المثال: قالوا لي سابقًا في أحد الدول الغربية بأن لا أثقب أذن الطفلة الصغيرة (ابنتي)؛ لكي أترك لها حرية اختيار هذا الأمر عندما تكبر إذا ما كانت تريد هذا أم لا. وجدناهم أيضًا يطالبون بعدم فرض الدين على الأطفال في المدارس؛ لكي يتاح لهم عندما يكبرون أن يختاروا الدين الذي يريدونه. ثم قالوا لاحقًا بأن لا نُعلِّم الأطفال أن الأسرة بالضرورة تتكون من أب وأم وأطفال؛ لأن الأسرة يمكن أن تتكون من أَبَّين أو أُمَّين وأطفال. بعدها زاد الأمر إلى عدم كتابة جنس الطفل – وهذا يحدث في الغرب حاليًا – عند ولادته بحيث يُترَك له حرية اختيار جنسه عندما يكبر، سواء بنت تتحول إلى ولد أو ولد يتحول إلى بنت. هل ترون إلى أين ذهبنا في مسار الحرية؟
خير البشرية
هناك أمور نسبية، وهناك نقاط مرجعية. فحتى أولئك الذين لا يؤمنون بإله، لابد أن تكون لديهم نقاط مرجعية. فمثلًا في اليابان لديهم نقاطًا مرجعية، إما الإيمان ببوذا ومبادئه أو الإيمان بالأخلاقيات. وعامة تجدها شعوبًا تتمتع بالخلق والأدب؛ لأن لديهم ما يشبه قائمة بما يصلح وما لا يصلح. لذا تجدهم يتعاملون بمنتهى الذوق والرقي.
ما أريد أن أقوله هو أن الحرية التي تأتي على خير البشرية، لا يصلح أن نطلق عليها حرية!!
عندما بدأت في دراسة الفلسفة وأنا في الجامعة، كان التعريف الخاص بكلمة (Moral) يأتي بمعنى (أخلاقي)، أو ما هو صحيح ويحقق خير البشرية.
هذا الموضوع كان يشغلني بشكل كبير جدًا جدًا!! لأني أشعر أن البشرية تتأرجح بين ما هو راقٍ وما هو أقل. لقد عشت طوال سنين عمري وكان هناك قيم تعلمتها في بيتنا وتعلمتها في مدرستي، والآن أرى تلك القيم تنهار في المجتمع؛ وهذا لا يؤدي لأي مصلحة بشرية. أرى أن البشرية لم تَعُد سعيدة؛ فنسب الانتحار تتزايد بشكل مستمر. أرى شيئًا لا يؤدي لخير البشرية، فبالتأكيد لا يصلح أن نضع هذه الأمور تحت مسمى (الحرية)!!
نقلًا عن:
يمكنك أيضًا الاطلاع على:
يمكنك الاستفادة من سلسلة كام فكرة عن طريق المقالات التالية:
طريقة الصلاة الصحيحة – التزامات قصيرة وأهداف ذكية – تغيير شريك الحياة – العنف السلبي – خدمة غير مكلفة – الدوافع الأنانية – الحب والاختلاف – هل الله يهتم بأموري المادية؟
شاهد سلسلة كام فكرة – ليلى فرج
حاتم
عزيزتي كاتبة المقال
أعتقد أنها محاولة جيدة منكِ الخوض في غمار هذا الموضوع من وجهة نظر دينية ولكن اسمحي لي بأن أشارككِ الرأي حول ما نشرتِ هنا:
أولاً: الحرية كمفهوم نشأ وتطور وازداد تطوراً خارج عباءة الدين بل إنه كان سابقاً عليه زمنياً بل يمكنني القول أنه قد تخطى نظرة الدين – أي دين – لمفهوم الحرية وإن محاولات البعض من المؤمنين بمناقشة الحريات من باب التقييد سيضر بالدين أولاً وسيزيد من أعداد الذين يفرون منه يومياً.
ثانياً: في مفهوم الحرية كل ما يتعلق بي ولا يمثل انتهاكاً لحقوق الغير فهو كامل حقي وإن نظرتِ لها من هذا السياق فلا خلاف أبداً على كل ما قمتِ بذكره في منشورك هذا .. ألا تعتقدين معي أنه ليس من حقي تقرير مصير أولادي الديني؟ أما عن مصيرهم الجنسي فيؤسفني أن أعلمكِ طبياً وعلمياً إن التغير في الميل الجنسي لدى الأشخاص متماثلي الجنس مسئولية الأب والأم حتى عند محاولات أو وقوع حتى اعتداءات جنسية عليهم … هو دور الأب والام ومسئوليتهم سيدتي … فإن كانا قد قصرا في ذلك فلا يحق لهم أبداً التدخل في حق هؤلاء الصغار حين يكبرون في تقرير مصير جنسهم الذي يريدون … الأمر أشبه جداً وإلى حد متطابق تقريباً لتربية الآباء أبنائهم حسب رغباتهم هم وأحلامهم هم وأيضاً شبيه جداً بتربية تحرم الاطفال من الاحتياجات الأساسية لأطفالهم ثم يقومون بحساب أولادهم حين يكبرون على جرائم هم من ارتكبوها بل ويجبرونهم على حتى تحديد مصائرهم في الحياة!
لكِ تحياتي
Life in Christ
أهلًا بيك أخي حاتم
رجاء مراسلتنا على صندوق الرسائل
https://m.me/LifeinChristtv