أساس العلاقات الناجحة وأنواع الشخصيات
بينما كنت أتحدث مع كريم عن أساس العلاقات قال لي: “لقد مللنا من الوعظ والكلام الذي يرددونه في الكنائس عن المحبة وعن الميل الثاني والعلاقات، وعما يقوله الله؛ وكأنهم أشخاصًا يعيشون في كوكب آخر وليسوا معنا ولا يرون الأشخاص الذين أتعامل معهم في حياتي بشكل عام وفي العمل بشكل خاص”.
أما سارة فقالت لي أمرًا مختلفًا، قالت: “لقد حضرت ورش عمل ومحاضرات نفسية وقرأت كتبًا، ولا زلت أستغرب؛ لماذا تدمر وتفشل علاقاتي بمن حولي أكثر من قبل؟!”
الفكرة الرئيسية:
– البعض يتعامل مع العلاقات بشكل نظري حتى وإن كان من منظور ديني وروحاني وهم ما زالوا غير ناضجين نفسيًا بشكل كافي، فيتحول الأمر إلى أنهم يكونون أكثر عرضة للاستغلال تحت اسم المحبة.
– وعلى الناحية الأخرى، يتعامل البعض مع العلاقات بشكل دراسي؛ فيرددون كلمات رنانة ويقرؤون كتبًا عديدة عن العلاقات ولكنهم يفتقرون إلى أساسيات المحبة واحترام الآخر وقبوله، حينئذ تتحول علاقاتهم إلى ساحة للحرب.
أساس العلاقات الناجحة
الحقيقة هي أن “المحبة، القبول، الغفران، المبادرة تجاه الآخر” من الأمور الأساسية قبل أن نتعلم عن المهارات الخاصة بالعلاقات.
لذلك، أدعوك أن تراجع نفسك تجاه أهل بيتك، شريك حياتك وأصدقائك، هل أنت مستعد لأن تأخذ الخطوة الأولى وتبادر إليهم حتى وإن كانوا هم مَن أخطأوا في حقك؟ هل أنت مستعد أن تصلح هذه العلاقات أكثر من انشغالك بكيفية الانتقام لنفسك ولكرامتك؟ ليس ضروريًا أن تكون ملاكًا بجناحين لكي تستطيع أن تبادر إليهم، لكنَّ الأمر يتعلق بمدى استعدادك أن تغفر لهم وأن تراجع نفسك.
هذا هو الأساس قبل أن تبدأ في التعلُّم عن المهارات الخاصة بالعلاقات. لأن المعادلة ببساطة: “بدون محبة لا توجد علاقات”، لذلك إذا كان لديك محبة وتريد أن تتعلم هذه المهارات فعليك أن تتابع معنا سلسلة العلاقات لنتعلم سويًا..
بطريق أم سلحفاة؟
من ملايين السنين، كان السلاحف والبطاريق يعيشون على هذا الكوكب، وقد واجهوا في بيئتهم العديد من المخاطر.
عندما واجه البطاريق مشاكلهم قرروا أن يجتمعوا سويًا وسط الجليد. بالتالي إذا حدث هجوم عليهم من المفترس فسوف لا يقدر عليهم لأن عددهم كثير، وإذا اشتدت برودة الجو يقومون بتدفئة بعضهم البعض، ويذهبون للصيد معًا.
أما السلاحف، فاستخدموا منهجًا مختلفًا؛ هم يتحركون ببطء شديد فلا يستطيعون مناداة بعضهم ليجتمعوا معًا. لذا لجأوا لاستخدام ظهورهم كقوقعة للاختباء فيها وللشعور بالأمان.
هنا يأتي السؤال، هل أنت بطريق أم سلحفاة؟
أنواع الشخصيات
يحب بعض الأشخاص التواجد وسط مجموعة، وهؤلاء نطلق عليهم اسم “Extrovert” (الأشخاص الانبساطيون). هم الأشخاص الاجتماعيون والمنطلقون، الذين عندما يواجهون المشاكل يتحدثون عنها فيحصلون على المساعدة، ويستطيعون تكوين صداقات بسهولة بالغة.
وهناك البعض من الأشخاص “مثل السلحفاة”، وهؤلاء نطلق عليهم اسم “Introvert” (الأشخاص الانطوائيون). الذين يفضلون أن يكونوا بمفردهم أكثر من الوجود مع الآخرين، هذه هي طبيعتهم، لا يفضلون الزحام.
من الممكن ألا تجد نفسك بَطريقًا ولا سلحفاة. فهناك نوع ثالث لم أخبركم به (مثل “الحصان”)، وهؤلاء نطلق عليهم اسم “Ambivert” الذين يتمتعون بشخصية مشتركة أو متزنة بين النوعين السابقين. هم يحبون الجلوس في مجموعات ويسمعون الآخرين جيدًا، وكذلك يستطيعون التحدث عن تحدياتهم، لديهم مرونة في أن يتواجدوا بمفردهم أو في مجموعات.
هل من الممكن أن أغير شخصيتي؟
الحقيقة، لا توجد شخصية أفضل من الأخرى حتى ترغب في التغيير إليها. لكن الأهم هو قبول نوع شخصيتك وقبول شخصية الآخرين. فجميع الشخصيات تحتاج لتكوين علاقات صحية بغض النظر عن نوعها.
نقلًا عن:
أساس العلاقات الناجحة – أنواع الشخصيات
كما يمكنك الاطلاع على:
الاحتياجات النفسية | ج1 – الصحة النفسية و7 خطوات عملية – مسئوليتنا ناحية بعض
اترك تعليقاً