الحب والاختلاف | كام فكرة
لكي نتعلم فن الحب والاختلاف علينا أن نعرف لغات الحب ونتعلم ماذا نفعل عند حدوث مشاجرة.
اقبل لغة الآخر
بعض الأحيان استمع إلى كلمات بعض الأغنيات العاطفية. والتي يكون مضمونها أنِّي أريد شريك حياتي أو الشخص الذي أحبه أو أيًا كان الشخص الآخر أن يفهمني بدون أن أتحدث. فهل يصلح هذا؟!
في أوقات كثيرة أجد بعض الاستبيانات أو ما يشابهها أثناء تصفح جهاز الكمبيوتر، ويكون بإمكاني أن أسأل نفسي الأسئلة الموجودة بهذه الاستبيانات؛ وبناءً على إجاباتي على تلك الأسئلة يمكنني أن أفهم نفسي. واكتشفت أن أكثر شخص أقضي معه وقتي هو (نفسي). بالرغم من هذا، ممكن أن تكون نفسي هي أكثر شخص لا أدرك ما يقوله، أو حتى طريقة تفكيره في الأشياء أو على أي أساس أقيِّم نفسي، أو حتى على أي أساس أقيِّم الناس.
وما اكتشفته هو أننا نحتاج أولًا أن نفهم أنفسنا. وليس شرطًا لكي أفهم نفسي أن أجلس وحيدًا لأفكر، لأنه في كثير من الأحيان حتى طريقة تفكيري تحتاج إلى شخص يقوِّمها لي ويساعدني بأسئلة كي أفهم واكتشف المزيد عن نفسي.
عندما تعلمت عن لغات الحب، اكتشفت أنه هناك 5 لغات للحب. وأني أحتاج بشكل شخصي – قبل أن أطلب من الناس أن تحبني – أن أعرف كيف أريد أن أُحَب؟ وبعد معرفة هذا، حاول أن تذهب للشخص القريب منك – سواء شريك حياتك أو صديقك المقرب – وتحدَّث إليهم وأخبِرهم أن هذه هي الطريقة التي أُحب أن أتعامل بها، هذه هي الطريقة التي تفعلها إن أردت أن تجعلني مسرورًا كي أكون سعيدًا أو أشعر بالقبول أو الحب من خلالها.
أنا أشجع جدًا على هذا الأمر. أن أفهم نفسي ثم أشرحها للآخر. ولكن إن وجدت الطرف الآخر يعرف أن يتحدث لغة أخرى – غير التي طلبتها منه – عليَّ أن أحاول الإصغاء إلى اللغة التي يكلمني بها.
بهذه الطريقة، كل مِنَّا سيجتهد كل يوم أن يحب الناس بالطريقة التي يشعروا من خلالها بالحب، وسيحاول أن يسمع من الناس باللغات التي يجيدون التحدث بها عن الحب.
كيف تغلق مشاجرة!!
في أوقات كثيرة نترك المشاجرة مفتوحة، فماذا نعني بأن نغلق المشاجرة؟!
“الحب لا يعني عدم الاختلاف”
المشاجرة تكون بنَّاءة عندما يعبِّر الطرف المتضايق بطريقة لا تجرح الشخص الآخر ولا تقلل منه ولا تثير حفيظته، ولكن في نفس الوقت هذا أمر غير كافٍ. ما الذي يجعل المشاجرة لا تتكرر مرة أخرى أو أن تكون سببًا في بناء العلاقة؟ أن نغلق المشاجرة.
إغلاق وليس تجاهل
أن نغلق المشاجرة لا يعني أن نتجاهل أو نتغاضى. غلق المشاجرة ببساطة يعني: أنه عقب إدلاء كل طرف برأيه، نصل إلى مرحلة التساؤل عما اتفقنا عليه!! حتى لا نقع في نفس الحفرة مرة أخرى عندما نمر في نفس الطريق! ما الذي سيجعل الشخص الذي ضايق الآخر يتصرف بشكل مختلف عندما يتكرر هذا الأمر، أو ما الذي يجعل الشخص الذي تضايق يتفهَّم الموضوع بطريقة مختلفة؟
فلنفترض أن زوجي مثلًا عبَّر عن تصرف قمت به وقد ضايقه، وقال لي الأسباب التي ضايقته؛ عندئذ قمت بالرد عليه وقلت له بالسبب الذي تصرفت بناء عليه وأوضحت له أسبابي. عندئذ يكون هو قد قال لي رأيه، وأنا بالمثل قلت له دفاعي وأسبابي. لو توقفت المشاجرة عند هذا الحد.. عندئذ لا نكون قد اتفقنا! يظل التساؤل إذا ما كان سيدعني في المرة القادمة أفعل نفس الشيء الذي طلبت أن أقوم به! أم هل سأقرر بألا أفعله كي لا أضايقه؟ هل سيضحي هو أم سأضحي أنا؟ هل سنتلاقى عند منطقة متوسطة؟! لقد تركنا الأمر مفتوحًا على أن كل واحد منا قد قدَّم مرافعته ولكن القاضي لم يحكم في الختام.
نستطيع أن نتعلم من أخطائنا
عندما نصل إلى مرحلة الاتفاق، من المهم أن نصل إلى شيء واقعي ومحدد. وحتى لو افترضنا أننا اتفقنا على أمر واتضح أنه غير واقعي، فلابد ألا نستخدمه كوسيلة لإذلال بعضنا به ونظل نردد أننا اتفقنا وأنتَ لم تلتزم! أو أننا اتفقنا وأنتِ لم تلتزمي! في هذه الحالة يكون ما اتفقنا عليه غير مناسب، ونحتاج إلى إعادة صياغته، أو نختلف في جزء منه فنغيِّر شيئًا فيه؛ بحيث أننا في نهاية المطاف نستطيع في المرة القادمة عند حدوث نفس الأمر ألا نتسبب في مضايقة بعضنا البعض. وهذا أمر سيبني علاقتنا.
تذكروا دائمًا أن الحياة يميزها الحب والاختلاف. لذلك عند أي مشاجرة لابد أن يعرض كل واحد رأيه، ثم نغلق المشاجرة بأمر محدد وواقعي.
نقلًا عن:
يمكنك الاستفادة من سلسلة كام فكرة عن طريق المقالات التالية:
طريقة الصلاة الصحيحة – الحرية وخير البشرية – التزامات قصيرة وأهداف ذكية – تغيير شريك الحياة – العنف السلبي – خدمة غير مكلفة – الدوافع الأنانية – هل الله يهتم بأموري المادية؟ – هل محبة الله كافية؟ – كلام الناس
شاهد سلسلة كام فكرة – ليلى فرج
اترك تعليقاً