قوة ملكوت الله | بنو الملكوت | ج1

قوة ملكوت الله

قوة الملكوت هي قوة الله، لكن ما الذي نفعله لنفعِّل قوة الله فينا؟

حدَّثنا يسوع في الموعظة على الجبل تحت 4 نقاط رئيسية، وهم:

اقتراب الملكوت، وكانت الكلمة المحورية: “طوبى”.
بر الملكوت، وكانت العبارة المحورية: “سمعتم أنه قيل، أما أنا فأقول”.
أسلوب حياة الملكوت، وكانت الكلمات المتكررة: “لا تهتموا .. ثقوا”.
أخيرا تحدث عن قوة الملكوت.

كيف نحصل على قوة الله؟

أي ملكوت، وأي مُلك، أو أي مملكة لديها قوة ما.
– قوة الممالك الأرضية هي في قوة السلاح وقوة الاقتصاد.
– قوة مملكة الله، أو قوة ملكوت الله، ما هو مصدرها؟، وما هو شكلها؟
بعبارة بسيطة جدًا؛ قوة ملكوت الله هي قوة الله، هي القوة التي خلقت كل هذا.

إذن أنا كإنسان “ابن” قَبِل الملكوت، أحيا ملكوت الله، أحد رعايا ملكوت الله، كيف أجعل قوة الله تعمل فيّ؟، بعبارة أخرى، كيف استدعي قوة الله؟ وكيف أكون مُستقبِل جيد لقوة الله؟
يقول يسوع: عن طريق “المحبة”.

ماذا تعني المحبة؟؟؟ المحبة .. المحبة .. أصبح الكلام عن الحب والمحبة لزجًا!
هل تعني العواطف؟! .. لا.

بالطبع المحبة في الكتاب المقدس ليست مشاعر، وليست علاقات. وإن كانت بالتأكيد تحتوي المشاعر والعلاقات، لكن المحبة في الكتاب المقدس: هي توجّه بأن تضع نفسك جانبًا، لتخرج خارج نفسك وترى شيئًا آخرًا، أي ترى الله وترى إنسانًا آخرًا.
المحبة: توجّه يأتي بقوة الله لحياتنا، ولكن متى يحدث هذا؟
عندما نخرج خارج حياتنا، وخارج ذواتنا.
حينما تجلس ناسيًا نفسك لتعبد الله، ناسيًا نفسك لتسمع إنسانًا آخرًا.
كذلك عندما تأخذ من الذي لك وتعطي شخصًا آخرًا محتاجًا أكثر منك.

هذه هي المحبة

من ثم قوة الملكوت هي قوة الله، والذين يريدون قوة الله يخرجون خارج أنفسهم.
هؤلاء هم “أبناء الملكوت”.

قوة ملكوت الله

هل يقبل الله الأشرار؟

يشرق الله شمسه على الأبرار والأشرار، على سبيل المثال عندما ينزل المطر لا يفرق بين حقل المؤمن والكافر والطيب والشرير.

هل هذا يعني أن الله راض عن الكافر والشرير، وينزل عليهم المطر؟

القبول غير المشروط:

يُقصد به أن تقبل الإنسان كما هو.
فهل توافق على كل شيء؟! وإذا رفضت، هل تلغي قبولك وترفض وتوصم وتعزل؟!

هذا شكل من أشكال ما قال عنه المسيح: “الطريق الضيق”.

مثلا، إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه. (متى 28:5)، وهذا يعني أنه حتى النظرة المشتهية ترفضها، بصورة شاملة يعني شدة في رفض الخطية.

لكن عندما أحضروا له امرأة زانية، قال لها: ولا أنا أدينك (يوحنا 11:8)
هناك فرق بين دينونة الإنسان ودينونة الخطية؛ بمعني أن تقبل الإنسان (الخاطئ)، ويسوع نفسه اُتهم أنه يقبل الخطاة ويأكل معهم.

فهل معنى أنني أقبل الخطاة وآكل معهم، أنني أوافق على الخطية؟!

وفي الوقت نفسه حينما أرفض الخطية، هل أطرد الخطاة وألعنهم وأوصمهم وأعزلهم؟!

لذلك، عندما تستطيع أن تقبل الآخر دون أن توافق على الخطية، وترفض “الخطية” دون أن ترفض الإنسان، هذا طريق صعب، هذا طريق ضيق.

إذا اخترت هذا الطريق، عندئذ يُساء فهمك فيه من الناحيتين؛ من ناحية يتهمك الناس: أنت تقبل الخطاة، إذن أنت تقبل الخطية، كذلك، من الناحية الأخرى يقولون لك: أنت ترفض الخطية، إذن أنت ترفض الناس.

كلمة وصم تعني أنك تلصق الشيء في الإنسان، إنما هذا غير صحيح، فمن الممكن أن يلتصق شيء بالإنسان وممكن أن ينفصل عنه.
لاسيما أن الإنسان ليس هو “ما يفعله”، بدليل أنه يستطيع أن يغير ما يفعل ويظل نفس الإنسان.

ختامًا، هذه هي قوة الملكوت، عندما تستطيع أن تسير في الطريق الضيق، وتقبل الإنسان حتى حينما لا توافق على ما يفعله؛ فأنت تفتح الباب أمام قوة الله، قوة ملكوت الله.

هذا يفهمه جيدًا “بنو الملكوت”.

 

 

نقلًا عن د. أوسم وصفي

كيف نحصل على قوة الله؟

هل الله يقبل الأشرار؟

 

يفيدك أيضًا الاطلاع على:

ملكوت الله – بنو الملكوت

اقتراب ملكوت الله | بنو الملكوت | ج1

اقتراب ملكوت الله | بنو الملكوت | ج2

بر الملكوت | بنو الملكوت | ج1

بر الملكوت | بنو الملكوت | ج2

أسلوب حياة الملكوت | بنو الملكوت

قوة ملكوت الله (المحبة) | بنو الملكوت | ج2

 

شاهد سلسلة بنو الملكوت – د. أوسم وصفي

 

د. أوسم وصفي
استشاري الطب النفسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ

اشترك معنا