قوة ملكوت الله (المحبة) | بنو الملكوت | ج2

تحدثنا في المقال السابق عن قوة الملكوت التي هي قوة الله وتُفعّل بالمحبة، والآن، سوف نوضح كيف نمارس هذه المحبة.

ماذا يحدث عندما نسلك بالمحبة؟

كونوا كاملين

ما هذا؟! هل يدعو يسوع للكمالية “perfectionism”!
لم يكتفي يسوع بهذا، لكنه يكمل بقوله: كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل.

أليس الكمال لله وحده!

هل نشترك مع الله في الكمال! ألا يعتبر هذا كفر!

قُرب نهاية الموعظة على الجبل، ذكر يسوع هذه العبارة الصعبة جدًا: “فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل.” (متى 48:5).
لا يتحدث يسوع عن الكمال المُطلَق، أو الكمال في كل شيء، لقد شرح المقصود من هذا لاحقًا.

فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل، فإنه يشرق شمسه على الأبرار والأشرار.
ترى، ماذا يريد أن يعلمنا يسوع في هذا الأمر؟

المحبة هي التي تفتح الباب لقوة الله، فطبيعة الله هي أنه يحب بلا شروط، والدليل أنه يشرق شمسه على الأبرار والأشرار.

 

“كمال الله ليس كمال قوته، كمال الله يكمن في كمال محبته”.

كيف نستقبل نحن قوة هذا الملكوت؟ الإجابة: أننا نستقبله عندما نكون مثل الله.
إذن، يتحدث يسوع هنا عن أننا نقبل الجميع، محبة الأعداء التي تكلم عنها، وهو لم يتكلم عنها فقط، لكنه عاشها. على سبيل المثال، لم يقاوم يسوع الرومان مثلما كان متوقعًا منه كيهودي غيور على دين الله، بل بالعكس، قاوم يسوع مَن كان يقاوم الرومان وقال لهم أحبوا أعداءكم.
لماذا؟ لأنه يعلم أن محبة الأعداء هي التي تجلب قوة الله.

لا يقدر على الرومان غير الله، بعبارة أخرى لا يقدر على مملكة الرومان غير مملكة الله.
كيف تفتح مملكة الله باب قوتها؟ الإجابة: عندما نمارس المحبة.

محبة الأعداء

ومن خلال قوة الله “قوة الملكوت” التي كانت بمحبة الأعداء؛ استطاع تلاميذ يسوع أن ينشروا الإيمان به، لدرجة أن روما نفسها التي صلبت يسوع؛ سجدت ليسوع عام 315م، وجعلت الإيمان بيسوع هو الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية.

قوة الله لا تُفعّل بالعسكرة ولا بالاقتصاد. قوة الله تُفعّل بالمحبة.
وهذا، يدركه جيدًا “بنو الملكوت”.

قوة الملكوت - المحبة

اطلبوا تجدوا

يقول يسوع: اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم (متى 7:7)
يؤيِّد يسوع الطلب، لكن هل هذا يعني أن يسوع يؤيِّد أن يطالب الإنسان بحقه؟
هل يوجد فرق بين الطلب والمطالبة؟!

طريق المحبة

يتكلم يسوع عن قوة الملكوت، وذكرنا قبل ذلك أن قوة الملكوت هي قوة الله. وكيف تعمل قوة الله فينا؟ عندما نمارس المحبة.
أيضًا، طريق المحبة؛ أن تمارس الطلب وليس المطالبة.
الطلب= أن أقول من فضلك أعطني، يدي لأسفل وأعلن عن احتياجي بتواضع.
المطالبة= أني أرفع يدي لأعلى وأقول أنا أطالبك بحقي.

حينما تطلب؛ فإنك تعطي الآخر حرية أن يعطيك أو لا يعطيك. أي تطلب وأنت مستعد أن تأخذ “لا” كإجابة لطلبك، سواء من الإنسان أو من الله.
لكن اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم (متى 33:6).


عندما تعيش في ملكوت الله؛ فإن ملكوت الله له قوة معجزية تُفعّل بالمحبة. تجعلك تستطيع أن تطلب وتأخذ فتسعد، أو تطلب ولا تأخذ فلا تتذمر ولا تحزن، لأنك أخذت قوة الله. ومحبة الله داخلك، هي التي تستطيع أن تجعلك تحتمل غياب الأشياء التي تحتاج إليها.


قوة الطلب (عندما تطلب بدلًا من أن تطالب) هي قوة المحبة، هي قوة الله.
الذين يعرفون أن هذه هي قوة الله، كما يعرفون كيف يفعّلونها بالطلب ليس بالمطالبة هؤلاء هم “بنو الملكوت”.

 

نقلًا عن د. أوسم وصفي

كونوا كاملين

اطلبوا تجدوا

 

يفيدك أيضًا الاطلاع على:

ملكوت الله – بنو الملكوت

اقتراب ملكوت الله | بنو الملكوت | ج1

اقتراب ملكوت الله | بنو الملكوت | ج2

بر الملكوت | بنو الملكوت | ج1

بر الملكوت | بنو الملكوت | ج2

أسلوب حياة الملكوت | بنو الملكوت

قوة ملكوت الله | بنو الملكوت | ج1

 

شاهد سلسلة بنو الملكوت – د. أوسم وصفي

 

د. أوسم وصفي
استشاري الطب النفسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ

اشترك معنا